الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الكامل في التاريخ (نسخة منقحة)
.ذكر حروب الأندلس وإفريقية: فلما عادوا إلى قرطبة هرب عمر بن حفصون، وقصد بربشتر مخالفأن فاهتم صاحب الأندلس به، على ما نذكره إن شاء الله تعالى. وفيها سارت سرية للمسلمين عظيمة بصقلية إلى رمطة، فخربت وغمنت وسبت، وأسرت كثيراً وعادت. وتوفي أمير صقلية، وهوالحسين بن أحمد، فولي بعد سوادة بن محمد ابن خفاجة التميمي، وقدم إليهأن فسار عسكر كبير إلى مدينة قطانية فأهلك ما فيهأن وسار إلى طبرمين فقاتل أهلهأن وأفسد زرعهأن وتقدم فيهأن فأتاه رسول بطريق الروم يطلب الهدنة والمفاداة، فهادنه ثلاثة أشره، وفاداه ثلاثمائة أسير من المسلمين، فرجع سوادة إلى بلرم. .ذكر عدة حوادث: وفيها خربت العامة الدير العتيق الذي نهر عيسى وانتهبوا ما فيه، وقلعوا أبوابه، فسار إليهم الحسين بن إسماعيل، صاحب شرطة بغداد من قبل محمد بن طاهر، فمنعهم من هدم ما بقي منه، وكن يتردد هووالعامة إليه أيامأن حتى كاد أن يكون بينهم حرب، ثمبني ما هدم بعد أيام، وكانت إعادة بنائه عبدون أخي صاعد بن مخلد. وحج بالناس هارون بن إسحاق. وفيها توفي عبد الرحمن بن محمد بن منصور البصري. .حوادث سنة اثنتين وسبعين ومائتين: .ذكر الحرب بين اذكوتكين ومحمد بن زيد العلوي: .ذكر عدة حوادث: وفيها توفي سليمان بن وهب في جيش الموفق في صفر. وفيها خرج خارجي بطريق خراسان، وسار إلى دسكرة الملك فقتل. وفيها دخل حمدان بن حمدون، وهارون الشاري مدينة الموصل، وصلى بهم الشاري في جامعها. وفيها نقب المطبق من داخله، وأخرج منه الدوباني العلوي، وفتيان معه، فركبوا دواب أعدت لهم وهربوأن فأغفلت أبواب بغداد، فأخذ الدوباني ومن معه، فأمر الموفق، وهوبواسط، أن تقطع يده ورجله من خلاف، فقطع. وفيها قدم صاعد بن مخلد ن فارس إلى واسط، فأمر الموفق جميع القواد أن يستقبلوه، فاستقبلوه وترجلوا له، وقبلوا يده، وهولا يكلمهم كبراً وتيهأن ثم قبض الموفق عليه وعلى جميع أهله وأصحابه، ونهب منازلهم بعد أيام، وكان قبضه في رجب، وقبض ابناه أبوعيسى وصالح، وأخوه عبدون ببغداد، واستكب مكانه أبا الصقر إسماعيل بن بلبل، واقتصر به على الكتابة دون غيرها. وفيها نزل بنوشيبان ومن معهم بين الزانين من أعمال الموصل، وعاثوا في البلد وأفسدوأن وجمع هارون الخارجي على قصدهم، وكتب إلى حمدان ابن حمدون التغلبي في المجيء إليه، إلى الموصل، فسار هارون نحوالموصل، وسار حمدان ومن معه إليه، فعبروا إليه بالجانب الشرقي من دجلة، وساروا جميعاً إلى نهر الخازر، وقاربوا حلل بني شيبان، فواقعته طليعة لبني شيبان على طليعة هارون، فانهزمت طليعة هارون، وانهزم هارون، وجلا أهل نينوى عنهأن إلا من تحصن بالقصور. وفيها زلزلت مصر، في جمادى الآخرة، زلزلة شديدة أخربت الدور والمسجد الجامع، وأحصي بهأن في يوم واحد، ألف جنازة. وفيها غلا السعر ببغداد، وكان سببه أن أهل سامرا منعوا من انحدار السفن بالطعام ومنع الطائي أرباب الضياع من الدياس ليغلوا الأسعار، ومنع أهل بغداد عن سامرا الزيت والصابون وغير ذلك، واجتمعت العامة ووثبوا بالطائي، فجمع أصحابه وقاتلهم، فجرح بينهم جماعة، وركب محمد بن طاهر وسكن الناس، وصرفهم عنه. وفيها توفي إسماعيل بن برية الهاشمي في شوال! وعبيد الله بن عبد الله الهاشمي. وفيها تحركت الزنج بواسط، وصاحوا: انكلاي، يا منصور، وكان هووالمهلبي وسليمان بن جامع، وجماعة من قوادهم في حبس الموفق ببغداد، وكتب الموفق بقتلهم، فقتلوأن وأرسلت رؤوسهم إليه، وصلبت أبدانهم ببغداد. وفيها صلح أمر مدينة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وتراجع الناس إليها. وفيها غزا الصائفة بازمار، وحج بالناس هارون بن محمد بن إسحاق. وفيها سير صاحب الأندلس إلى ابن مروان الجليقي، وهوبحصن أشير غرة، فحصروه وضيقوا عليه، وسير جيشاً آخر إلى محاربة عمر بن حفصون بحصن بربشتر. وفيها انقضت الهدنة بين سوادة أمير صقلية والروم، فأخرج سوادة السرايا إلى بلد الروم بصقلية، فغمنت وعادت. وفيها قدم من القسطنطينية، بطريق، يقال له انجفور، في عسكر كبير، فنزل على مدينة سبرينة فحصرهأن وضيق على من بها من المسلمين، فسلموها على أمان ولحقوا بأرض صقلية، ثم وجه انجفور عسكراً إلى مدينة منتيه، فحصروهأن حتى سلمها أهلها بأمان إلى بلرم من صقلية. وفيها مات أبوبكر محمد بن صالح بن عبد الرحمن الأمناطي، المعروف بكنجلة، وهومن أصحاب يحيى بن معين، وهولقبه. وفيها توفي أحمد بن عبد الجبار بن محمد بن عطارد العطاردي التميمي، وهويروي مغازي ابن إسحاق عن يونس عن ابن إسحاق، ومن طريقه سمعناه. وفيها توفي إبراهيم بن الوليد بن الخشخاش. وفيها توفي شعيب بن بكار الكاتب، وله حديث عن أبي عاصم النبيل. .حوادث سنة ثلاث وسبعين ومائتين: .ذكر اختلاف بين ابن أبي الساج وابن كنداج والخطبة بالجزيرة لابن طولون: وسبب ذلك أن ابن أبي الساج نافر إسحاق في الأعمال، وأراد التقدم، وامتنع عليه إسحاق، فأرسل ابن أبي الساج إلى خمارويه بن احمد بن طولون، صاحب مصر، وأطاعه، وصار معه وخطب له بأعماله، وهي قنسرين، وسير ولده ديوداد إلى خمارويه رهينةً، فأرسل إليه خمارويه مالاً جزيلاً له ولقواده. وسار خمارويه إلى الشام، فاجتمع هووابن أبي الساج ببالس، وعبر ابن أبي الساج الفرات إلى الرقة، فلقيه ابن كنداج، وجرى بينهما حرب انهزم فيها ابن كنداج، واستولى ابن أبي الساج على ما كان لابن كنداج، وعبر خمارويه الفرات ونزل الرافقة، ومضى إسحاق منهزماُ إلى قلعة ماردين، فحصره ابن أبي الساج، وسار عنها إلى سنجار، فأوقع بقوم من الأعراب، وسار ابن كنداج من ماردين نحوالموصل، فلقيه ابن أبي الساج ببرقعيد، فكمن كمينأن فخرجوا على ابن كنداج وقت القتال، فانهزم عنهأن وعاد إلى ماردين فكان فيها؛ وقوي ابن أبي الساج، وظهر أمره، واستولى على الجزيرة والموصل، وخطب لخمارويه فيها ثم لنفسه بعده. .ذكر وقعة بين عسكر ابن أبي الساج والشراة: وكان اليعقوبية الشراة بالقرب منه، فأرسل إليهم فهادنهم، وقال: إمنا مقامي بالمرج مدة يسيرة ثم أرحل عنه. فسكنوا إلى قوله وتفرقوأن فنزل بعضهم بالقرب من سوق الأحد، فأسرى إليهم فتح في السحر، فكبسهم وأخذ أموالهم، وانهزم الرجال عنه. وكان باقي اليعقوبية قد خرجوا إلى أصحابهم الذين أوقع بهم فتح من غير أن يعلموا بالوقعة، فلقيهم المنهزمون من أصحابهم، فاجتمعوأن وعادوا إلى فتح فقاتلوه، وحملوا حملة رجل واحد، فهزموه وقتلوا من أصحابه ثماني مائة رجل، وكان أصحابه ألف رجل، فأفلت في نحومائة رجل، وتفرق مائة في القرى واختفوأن وعادوا إلى الموصل متفرقين، وأقاموا بها. .ذكر وفاة محمد بن عبد الرحمن وولاية ابنه المنذر: ولما مات ولي بعده ابنه المنذر بن محمد، بويع له بعد موت أبيه لثلاث ليال، وأطاعه الناس، وأحسن إليهم. .ذكر عدة حوادث: وفي هذه السنة وثب أولاد ملك الروم على أبيهم فقتلوه، وملك أحدهم بعده. وفيها قبض الموفق على لؤلؤ غلام ابن طولون الذي كان قدم عليه بالأمان حين كان يقاتل الزنج بالبصرة، ولما قبضه قيده، وضيق عليه، وأخذ منه أربع مائة ألف دينار، فكان لؤلؤ يقول: ليس لي ذنب إلا كثرة مالي؛ ولم تنزل أموره في إدبار إلى أن افتقر ولم يبق له شيء، ثم عاد إلى مصر في آخر أيام هارون بن خمارويه، فريداً وحيدأن بغلام واحد، فكان هذا ثمرة العقل السخيف وكفر الإحسان. وحج بالناس فيها هارون بن محمد بن إسحاق. وفيها ثار السودان بمصر، وحصروا صاحب الشرطة، فسمع خمارويه ابن أحمد بن طولون الخبر، فركب، وفي يده سيف مسلول، وقصد دار صاحب الشرطة، وقتل كل من لقيه من السودان، فانهزموا منه، وأكثر القتل فيهم، وسكنت مصر وأمن الناس. وفيها مات أبوداود سليمان بن الأشعث السجستاني، صاحب كتاب السنن، ومحمد بن زيد بن ماجة القزويني، وله أيضاً كتاب السنن، وكان عاقلأن إماماً عالماً؛ وتوفي الفتح بن شحرق أبوداود الكشي الصوفي، وكان موته ببغداد، وهومن أصحاب الأحوال الشريفة؛ وتوفي حنبل بن إسحاق. .حوادث سنة أربع وسبعين ومائتين: .ذكر الحرب بين عسكر عمرو بن الليث وبين عسكر الموفق: ثم إن أبا طلحة عزم على العود إلى عمرو، فبلغ الموفق خبره فقبض عليه بقرب شيراز، وجعل ماله لابنه المعتضد أبي العباس، وسار يطلب عمرأن فعاد عمروإلى كرمان، ومنها إلى سجستان على المفازة، فتوفي ابنه محمد بالمفازة، ولم يقدر الموفق على اخذ كرمان وسجستان من عمروفعاد عنه. .ذكر عدة حوادث: وفيها دخل صديق الفرغاني دور سامرا فنهبهأن وأخذ أموال التجار منها وأفسد؛ وكان صديق هذا يحفر الطريق ويحميه، ثم صار يقطعه. وحج بالناس هارون بن محمد. وفيها توفي أبوالعباس بن الكبش بن المتوكل، وكان قد حبسه أخوه المعتمد ثم أطلقه. وفيها توفي الحسن بن مكر، وعلي بن عبد الحميد الواسطي. وفيها جمع إسحاق بن كنداج جمعاً كثيراً وسار نحوالشام، فبلغ الخبر خمارويه، فسار إليه وقد عبر الفرات، فالتقيأن وجرى بين الطائفتين قتال شديد، انهزم فيه إسحاق هزيمة عظيمة لم يرده شيء، حتى عبر الفرات وتحصن بهأن وسار خمارويه إلى الفرات، فعمل جسرأن فلما علم إسحاق بذلك سار من هناك إلى قلاع له قد أعدها وحصنهأن وأرسل إلى خماريه يخضع له، ويبذل له الطاعة في جميع ولايته، وهي الجزيرة وما والاهأن فأجابه إلى ذلك. وصالحه ابن أبي الساج، وجمع جمعاً كثيرأن وسار نحوالشام قاصداً منازعة خمارويه حيث كان أبعد إلى مصر، فبلغ الخبر خمارويه، فخرج عن مصر في عساكره، فالتقيا في البثينة من أعمال دمشق، فاقتتلا قتالاً عظيمأن فانهزم ابن أبي الساج، وعاد منهزماً حتى عبر الفرات، فأحضر خمارويه ولد ابن أبي الساج، وكان رهينة عنده، فخلع عليه، وسيره إلى أبيه، وعاد إلى مصر. .حوادث سنة خمس وسبعين ومائتين: .ذكر الاختلاف بين خمارويه وابن أبي الساج: وكان قد خلف بحمص شيئاً كثيرأن فسير إليه خمارويه قائداً في طائفة من العسكر جريدة، فسبقوا ابن أبي الساج إليهأن ومنعوه من دخولها والاعتصام بهأن واستولوا على ما له فيهأن فمضى ابن أبي الساج منهزماً إلى حلب، ثم منها إلى الرقة، فتبعه خمارويه، ففارق الرقة، فعبر خمارويه الفرات، وسار في أثر ابن أبي الساج، فوصل خمارويه إلى مدينة بلد، وكان قد سبقه ابن أبي الساج إلى الموصل. فلما سمع ابن أبي الساج بوصوله إلى بلد سار عن الموصل إلى الحديثة، وأقام خمارويه ببلد، وعمل له سريراً طويل الأرجل، فكأنه يجلس عليه في دجلة، هكذا ذكر أبوزكرياء يزيد بن إياس الأزدي الموصلي صاحب تاريخ الموصل: أن خمارويه وصل إلى بلد؛ وكان إماماً فاضلاً عالماً بما يقول وهويشاهد الحال. .ذكر الحرب بين ابن كنداج وابن أبي الساج: وكان ابن أبي الساج في نحوألفي فارس، وابن كنداج في شعرين ألفأن فلما رأى ابن أبي الساج اجتماع السفن سار عن تكريت إلى الموصل ليلأن فوصل إليها في اليوم الرابع، فنزل بظاهرها عن الدير الأعلى، وسار ابن كنداج يتبعه، فوصل إلى العزيق، فلما سمع ابن أبي الساج خبره سار إليه، فالتقوأن واقتتلوا عند قصر حرب، فاشتد القتال بينهم، وصبر محمد بن أبي الساج صبراً عظيمأن لأنه كان في قلة، فنصره الله، وانهزم ابن كنداج وجميع عسكره، ومضى منهزماً. وكان أعظم الأسباب في هزيمته بغيه، فإنه لما قيل له: إن ابن أبي الساج قد أقبل نحوك من الموصل ليقاتلك، قال: أستقبل الكلب! فعد الناس هذا بغياً وخافوا منه، فلما انهزم، وسار إلى القة، تبعه محمد إليهأن وكتب إلى أبي أحمد الموفق يعرفه ما كان فيه، ويستأذنه في عبور الفرات إلى الشام، بلاد خمارويه، فكتب إليه الموفق يشكره، ويأمره بالتوقف إلى أن تصله الإمداد من عنده. وأما ابن كنداج فإنه سار إلى خمارويه، فسير معه جيشأن فوصلوا إلى الفرات، فكان إسحاق بن كنداج، وابن أبي الساج بالرقة، ووكل بالفرات من يمنع من عبورهأن فبقوا كذلك مدة. ثم إن ابن كنداج سير طائفة من عسكره، فعبروا الفرات في غير ذلك الموضع، وساروا فلم تشعر طائفة عسكر ابن أبي الساج، وكانوا طليعة، إلا وقد أوقعوا بهم، فانهزموا من عسكر إسحاق إلى الرقة، فلما رأى ابن أبي الساج ذلك سار عن الرقة إلى الموصل، فلما وصل إليها طلب من أهلها المساعدة بالمال، وقال لهم: ليس بالمضطر مروءة؛ فأقام بها نحوشهر، وانحدر إلى بغداد، فاتصل بأبي أحمد الموفق في ربيع الأول من سنة ست وسبعين ومائتين، فاستصحبه معه إلى الجبل، وخلع عليه، ووصله بمال، وأقام ابن كنداج بديار ربيعة وديار مضر من أرض الجزيرة. .ذكر الحرب بين الطائي وفارس العبدي: وجهد البلا ضرب من النافط يتعلك. وفيها قبض الموفق على الطائي وقيده، وختم على كل شيء له، وكان يلي الكوفة وسوادهأن وطريق خراسان، وسامرأن والشرطة ببغداد، وخراج بادوريأن وقطربل، ومسكن. .ذكر قبض الموفق على ابنه المعتضد بالله: وسبب ذلك أن الموفق دخل إلى واسط ونزل بهأن ثم عاد إلى بغداد، وتخلف المعتمد على اله بالمدائن، وأمر الموفق ابنه أن يسير إلى بعض الوجوه، فقال: لا أخرج إلا إلى الشام لأنها الولاية التي ولانيها أمير المؤمنين. فلما امتنع عليه أمر بإحضاره، فلما حضر أمر بعض خدمه أن يحبسه في حجرة في داره، فلما قام المعتضد تقدم إليه الخادم وأمره بدخول تلك الدار، فدخل ووكل بع فيها. وثار القواد من أصحابه ومن تبعهم وركبوأن واضطربت بغداد لما رأوا السلاح والقواد، فركب الموفق إلى الميدان وقال لهم: ما شأنكم؟ أترون أشفق على ولدي مني، وقد احتجت إلى تقويمه! فانصرفوا. في هذه السنة سار الطائي إلى سامرا بسب صديق، فراسله وأمنه، ودخل سامرا في جماعة من أصحابه، فأخذهم الطائي وقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف،وحملهم إلى بغداد. وفيها غزا بازمار في البحر، فغمن من الروم أربعة مراكب. .ذكر استيلاء رافع بن هرثمة على جرجان: وقدم على رافع، وهوبطبرستان، علي بن الليث، وكان قد حبسه أخوه عمروبكرمان، فاحتال حتى تخلص هووابناه المعدل والليث، وأنفذ رافع إلى شالوس محمد بن هارون نائباً عنه، فأتاه بها علي بن كالي مستأمنأن فأتاهما محمد بن زيد وحصرهما بشالوس، وأخذ الطريق عليهمأن فلم يصل منهما إلى رافع خبر، فلما تأخر خبرهما عنه أرسل جاسوساً يأتيه بأخبارهمأن فعاد إليه فأخبره بحصر محمد بن زيد إياهما بشالوس، فعظم عليه، وسار إليهمأن فرحل عنهما محمد بن زيد إلى أرض الديلم، فدخل رافع خلفه أرض الديلم فخرقها حتى اتصل بحدود قزوين، وعاد إلى الري، وأقام بها إلى أن توفي الموفق في رجب سنة ست وسبعين ومائتين. .ذكر وفاة المنذر بن محمد الأموي: وكان أسمر طويلاً بوجهه أثر جدري، جعدأن كث اللحية، وخلف ستى ذكرو، وكان جواداً يصل الشعراء ويحب الشعر. ولما توفي بويع أخوه عبد اله بن محمد، بويع له يوم موت أخيه، وكنيته أبومحمد، أمه أم ولد اسمها عشار توفيت قبل ابنها بسنة، وفي أيامه امتلأت الأندلس بالفتن، وصار في كل جهة متغلب، ولم تزل كذلك طول ولايته.
|